[b]إذا نظرت إلى انفك من الداخل, لوجدت مجموعة من السطوح المتداخلة، و التي تجعل مسار الهواء حتى يصل إلى الرئتين طويلا, لماذا ؟ في أيام الشتاء القارص, قد يستنشق الإنسان هواء حرارته صفر، فبهذه المسافة الطويلة, و بهذا السير بين السطوح المتداخلة, يسخن الهواء و يصل إلى الرئة بدرجة حرارة مناسبة جداً.
هذه السطوح المتداخلة، فيها أوعية دموية, في أيام البرد, تتسع هذه الأوعية الدموية، و مع هذا الاتساع تأتي كمية دم ساخنة تسخن هذه السطوح، و يسخن الهواء الذي يمشي بينها, فالإنسان لو نظر على أنفه بالمرآة في أيام البرد الشديد يرى أنفه أحمر اللون ، من أين جاء هذا اللون ؟ من اتساع هذه الأوعية الدموية
هذه السطوح الداخلية مغطاة بمادة مخاطية لزجة، من شأن هذه المادة أن تستقطب الغبار والمواد العالقة في الغبار
و كخط دفاع ثاني, يوجد على هذه السطوح الداخلية أشعار, و كل هذا للتخلص من الغبار العلق في الهواء الذي نتنفسه
خاصية الشم عجيبة أخرى, عشرون مليون عصب شمٍّ لنقل الرائحة إلى المخ، وتستقر هذه الرائحة في الذاكرة الشمية ، و هذه الذاكرة تتسع لعشرة آلاف رائحة, أي أن الأنف السليم يستطيع أن يميز بين عشرة آلاف رائحة مختلفة.
الخلاصة:
أتحسب أنك جرم صغير ***** وفيك انطوى العالم الأكبر
كل هذه الخصائص من أجل أن تستنشق هواءً نقياً ساخناً يتناسب مع حرارة الجسم سبحانك ربنا, ما خلقت هذا باطلا ﴿ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُم ﴾ ( سورة غافر الآية: 64 ). ﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴾ ( سورة السجدة الآية : 7 ) . ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ ( سورة التين ) .
المصدر: حلقات العقيدة و الإعجاز- للدكتور محمد راتب النابلسي [/b]